القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة اللص التقي الذي نفذ وصية شيخه

قصة اللص التقي، هي من القصص التي لها أثر في النفس ولها عبر وعظات جليلة وحميدة، فأرجوك أخي القارئ لا تقرأ قراءة عابرة فقط، بل قراءة متأمل يستلهم من قراءته دروسا وعبر في الحياة، فالقصص إنما يكون للعبرة والعظة، فراعي ذلك أخي القارئ الكريم، قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا".
يذكر أن أحد الشباب كان عنده ورع وتقوى، وكان هذا الشاب يطلب العلم عند أحد العلماء الأفاضل، وحتى إذا نال شيئا من العلم وكان له نصيب منه، ذكره شيخه هو وجميع إخوانه ببعض الكلمات وقال لهم موصيا إياهم: (لا تكونوا في يوم من الأيام عالة عند الناس فإن الإنسان إذا أصبح عالما ومد يديه إلى أبناء الدنيا فلا تنتظروا منه الخير).

قصةاللص التقي

وأمر كل واحد منهم أن يذهب ويشتغل بنفس العمل الذي كان يعمل به والده، ولكن بشرط تقوى الله في العمل، وذهب هذا الشاب إلى والدته وأراد أن يعرف منها الحرفة والعمل الذي كان يعمل به أبوه قبل أن يموت، ولكن الأم وقفت متحيرة أمام ولدها ولم تدر ماذا تصنع في هذا الوقت وأمام هذا السؤال الذي فاجأها من ولدها، وكأن هناك شيئا ما تريد أن تخفيه الأم عن ولدها.
ولكن هذا الشباب أصر إصرارا شديدا أن يعرف الإجابة من أمه، وألح عليها بكل الطرق وقال لها بكل عفوية: لماذا تخفين عني الإجابة وكأن هذا أمر صعب، فلم تجد الأم مفرا لها من سؤال ابنها إلا أن تصارحه بالإجابة، وقالت له كارهة إن أبوك كان يشتغل لصا، ولكن لماذا سألتني هذا السؤال الغريب وأبوك مات وأنت صغير؟ .
فأجابها بأن شيخه أمرنا بأن يعمل كل منا بعمل أبيه، ولكن بشرط تقوى الله في العمل، فقالت له أمه: ويحك أفي السرقة تكون تقوي؟ وكان في هذا الشاب بعض من الغباء والحمق، وراح يعمل لصا كما كان يعمل أبوه.
وبسرعة جهز الشاب عدة السرقة، وأخذ يسأل بعض اللصوص ويتقصى عملهم، حتى عرف كيف يسرق اللصوص، وبعدما صلى العشاء انتظر الناس حتى ينامون، وخرج يعمل بعمل أبيه كما أوصاه الشيخ، فبدأ ببيت جار وهم بأن يدخل البيت، ثم تذكر أن الشيخ أوصاه بالتقوى، وليس من التقوى إيذاء الجار، فترك بيت جاره وانتقل إلى بيت بعيد مخصص لدار أيتام، فتذكر أن الله نهى عن أك أموال اليـتامى.
وما ذال الشاب يبحث عن مكان وبيت آخر، حتى وجد بيتا لرحل غني ولديه مال، فاقتحم الشاب البيت خفية دون أن يشعر أهل البيت، وقام بالبحث فيه حتى وجد مكان المال، حتى إذا هم بأخذه قال: لعل صاحبه لم يخرج من زكاة ماله، فبحث حتى وجد الدفاتر، وحسب جميع أموال الرجل الغني وأخرج نصيب الزكاة منها، ولكن الوقت قد داهمه حتى أذن الفجر، وقال تقوى الله تقتضي الصلاة.

اقرأ أيضا هذه القصة الجميلة دعوة مظلوم على ظالم وما كان ربك نسيا
فقام في ساحة البيت وصلى وبجانبه سراجه المضيء الذي جلبه معه، فاستيقظ رب البيت ووجد هذا الشيء العجيب، وجد رجلا يصلي وبجانبه سراج مضيء وأمواله مسروقة من مكانها، فسأل الشاب، من أنت وماذا تفعل هنا وما هو خبرك؟ فقال له: أنا لص، وقال ماذا تفعل بدفاتري، فقال له: أخرج الزكاة التي لم تخرجها منذ ست سنوات فكاد الرجل أن يفزع من الهول.
وقال له هل أنت مجنون؟، فأخبر الشاب الرجل بكل شيء، فقام الرجل بالنظر فيما فعل الشاب والحسبة التي حسبها إلى صنيع الشاب، فوجد ضبط حسابه، وصدق كلامه، فرأى أ يشغله عنده لإدارة بعض أعماله ولم يكتف بذلك بل زوجه ابنته وأسكنه في داره هو وأمه.

الحكمة من قصة اللص التقي:

"الذي عنده تقوى يكون أشد حسابا لنفسه من سلطان غاشم وشريك شحيح".
"إن التقوى المنشودة ليست مسبحة كما يقول البعض ولا عمامة فوق الرأس، بل إنها علم وعمل، ودين ودنيا، وتخطيط وتنظيم وإنتاج، وإتقان وإحسان".


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

محتوى المقال