واجبنا نحو القرآن الكريم 1

القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته، وهو المعجزة الخالد التي أيد الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وتحدى به أهل الأرض جميعا أن يأتوا بمثله فقال تعالى "أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" تحداهم الله أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، وتحداهم أن يأتوا بسورة مثله "أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله" فعجزوا أيضا، قال تعالى "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا".

أولا:- تعاهده واستذكاره:- من أهم واجبات القرآن على المسلم تعاهده واستذكاره حتى لا ينساه، قال صلى الله عليه وسلم "تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها" وقال "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت"، فالإنسان إذا كانت له ناقة ولم يربطها جيدا فإنها ستفلت منه، كذلك القرآن إن لم تراجعه وتداوم على قراءته فإن ذلك يؤدي إلى نسيانه، ونسيانه ذنب عظيم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم "عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها".

إذن فالتفريط في القرآن من أعظم الذنوب لأن من حفظ القرآن أو حفظ بعضا منه فإنه ينتقل بذلك من الجهل إلى العلم فترتفع مكانته عند الله، فإذا فرط فيه رجع إلى الجهل وسقطت مكانته عند الله جل وعلا، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد العناية بالقرآن بل إنه من شدة عنايته وحرصه أنه كان يحرك لسانه به عندما يسمعه من جبريل عليه السلام خوفا من أن تتفلت منه كلمة أو حرف فطمأنه الله جل وعلا فقال تعالى "لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه".

ولذلك ينبغي على كل مسلم أن يكون له ورد من القرآن يقرؤه كل يوم لأن القرآن حياة القلوب، فكما أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون طعام أو شراب، كذلك ينبغي أن يكون له نصيب من غذاء الروح ألا وهو القرآن الكريم